-A +A
تركي العسيري
..أما وقد «حططت ركابي», وأنخت ناقتي, وربطت «شيطاني» الذي يبدو انه شاخ مثلي فقد قررت اعتزال السفر في الصيف بعد صولات وجولات منذ مطلع شبابي وحتى مطلع كهولتي, لذا فقد رأيت من المفيد أن اسجل بعض نصائحي لكل مسافر الى بلاد الله الواسعة في هذا الصيف اللاهب.. علها تفيد من يريد الاستفادة من تجربتي «المظفرة» في بحر السياحة الخارجية.
أقول وبالله استعين:
أولاً: ينبغي أن تحدد وجهتك وهدفك ومدة زيارتك وتأكيد حجز العودة في وقت مبكر فالزيارة المنظمة والمدروسة تجعلك تستمتع برحلتك بدلاً من الارتجال الذي يؤدي الى بعض المنغصات والاستغلال المادي, كما أن عليك الحجز المقدم للفنادق والشقق لكي لا تقع ضحية للسائقين والسماسرة ومكاتب النصب.
ثانياً: أن تدع «طيبتك» وحسن نواياك في بلدك, وتلبس ثوب الحيطة والحذر.. فالسائق الذي تقابله عند بوابة المطار مبتسماً ومبتهجاً ليس «أخاك من الرضاع» بل أخوك من «الفلوس» والتي يبذل الغالي والرخيص للفوز بنصيب منها, وعليك الا تنساق وراء شهواتك خاصة عندما يعرض عليك شقة سياحية أو الذهاب بك الى أماكن «المساج» وأعلم أن «المساج» لا يقتصر على جسمك المتعب بل هو «مساج» لجيبك المنتفخ الاوداج!!
ثالثاً: أعلم -بارك الله فيك- أن الاستقامة والاتزان وعدم الثرثرة هي مفتاح الأمان لك من الوقوع في حبائل النصابين والسماسرة والشياطين الذين ينتظرون أي ايماءة منك للايقاع بك.
رابعاً: ابتعد عن الأماكن المشبوهة, وسيئة السمعة, وأي مكان لا تريد أن يراك فيه ابنك أو زوجتك أو والدك أو أحد معارفك.
خامساً: يفضل دائماً السكن في الفنادق المحترمة والابتعاد عن الشقق المفروشة خاصة إذا كنت بمفردك.
سادساً: اعلم -يارعاك الله- ان هذا الوقت من العام هو موسم النصابين والسماسرة والـ(....) الذي ينتظرونه على أحر من الجمر ليلقوا «سناراتهم» لاصطياد «الاسماك» الساذجة والتهامها!
سابعاً: احرص على جواز سفرك وعدم تسليمه لأي كان, ويفضل تسجيله لدى سفارة بلدك لما في ذلك من فائدة.
ثامناً: عدم التظاهر بـ«الفشخرة» والتباهي, وتبذير نقودك دون حساب ومما يجعلك محط انظار من لا يريد بك خيراً.
.. هذه نصائحي لك أخي المسافر والشباب منهم على وجه الخصوص, وهي نتيجة تجارب «مريرة» من «المناكح» والمعاناة, و«المرمطة» التي وقعت في حبائلها نتيجة جهلي وقلة حيلتي ومجاراتي لنفسي الامارة بالسوء.
بقي ان تدعو لي يا صديقي «بالثبات» وان يبقى «شيطاني» مكبلاً بالاصفاد لكي لا يجرجرني في «كهولتي» الى ما تبت عنه واعتزلته من «صياعة» وسفر .. غفرانك يارب!
تليفاكس: 76221413



للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 108 مسافة ثم الرسالة